الخميس، فبراير 24، 2011

تحدث مع نفسك بطريقة جديدة




لو تتذكر عزيزي القارئ أيام طفولتك الأولى وكيف أنك سواء في المدرسة أو في البيت كنت تتلقى أوامر من قبيل : أكتب هذه الجملة أو اقرأ هذه الصفحة أو رتب فراشك بنفسك أو أجلب لي ماء أو أفتح الباب … الخ .


كنت تتلقى مقابل هذه الممارسات الصغيرة التي تقوم بها ، تتلقى إذا ما نجحت في أدائها إطراء من الأب أو المعلم أو الأم أو حتى جارك ، أو بالعكس تتلقى التوبيخ إذا ما فشلت .

هنا أرتبط في أذهاننا أن حب الآخرين أو كراهيتهم ، نقمتهم أو إطرائهم هو غالبا يرتبط بما نفعل لا بشخصيتنا الحقيقية .

إنه حب مشروط أو كراهية مشروطة لا علاقة له بجوهرنا أو روحنا الحقيقية أو القيمة الحقيقية الإستراتيجية لوجودنا بين أهلينا أو في المدرسة .
إذن فهي عواطف ذات نفس قصير وطابع وقتي .

هذا السلوك من قبل الآخرين وهذا النمط من العواطف أستنبت في داخلنا شعور عميق بإننا لا قيمة لنا إلا ضمن تلك الضوابط أو تلك الممارسات ، بغيرها فنحن لا شيء ووجودنا عبثي إن لم ننجح في أن نعكس الصورة التي أريد منا أن نتمظهر بها حتى لو إنها مغايرة لما نريده من أنفسنا أو ما نحسه في داخلنا من هوية خاصة يجب أن ترى النور .



حين نكبر وبدون أن نشعر نقيم أنفسنا بذات المقاييس التي خطها آبائنا أو معلمينا ونتوقع أو نريد من أنفسنا أن نكون ذات الصورة وهنا نصاب بالتناقض الحاد والخيبة كلما فشلنا في أن ننجح في إعادة رسم ذات الصورة . بذات الطريقة فإن نمط حديثنا مع أنفسنا يأتي بذات لغة الأبوين أو المعلمين حتى دون أن نشعر بذك غالبا .

إننا دون ما وعي منا ، نعيد إستنساخ تجارب الآخرين الذين كانوا ينظرون لنا بأقل قدر من الحب وبأكثر قدر من الأوامر والتوجيهات التي يمكن في تصورهم أن تبنينا على ذات النمط الذي يريده المجتمع . حين نحاول أن نقاوم هذا الإتجاه نعاني بقسوة وحين نريد أن نتحرر من هذا الشكل السابق رسمه ونفشل تجدنا نعود فنلوم أبوينا ومعلمينا .

ولن نصل بمثل هذا إلى أي نتيجة في واقع الحال ، فقط سنظل حبيسي ذات الفخ القديم ، فاللوم والتثريب لن يجدي شيئا وعلينا أن نعود لقراءة نمط تفكير أهلينا ومستوى وعيهم ونقول لأنفسنا مساكين ، لقد كانوا يتصرون إنهم على حق ، إنما يجب أن نحافظ على الإيجابي في أقوالهم ونتخلص من السلبي ونتحرر من نمط تقييم أنفسنا على أساس ما نحقق من نجاحات أو على أساس ما يصيبنا من فشل .

يجب أن نؤمن عزيزي القاريء أننا كبرنا على الدرس وأننا يجب أن نحب أنفسنا بغض النظر عن النجاح أو الفشل ، يجب أن نتحرر من هذا التقييم الظالم لأن الفشل ليس معناه نهاية الحياة وإننا بالنقد واللوم لن نستطيع أن نخرج من حقل الذات أجمل ما فيه من زهور وثمار ، بل من خلال الرحمة مع الذات والحب لها يمكن أن ننجح ونخلق الحياة التي نحلم بها ونريدها .

إنتبه لهذا الذي تقوله لنفسك ، إصغي بعناية . إن شعرت أنك تقول لنفسك قولا سلبيا ، سارع إلى إستبداله بقول إيجابي ، إن سمعت قصة أو حكاية سلبية حاول في الحال أن تتحرر منها بدلا من أن تنقلها لآخرين لتنشر دون إرادة منك حالة السلب التي قد تعود إليك لاحقا بما هو أسوأ ، أما إذا ما سمعت قولا أو حكاية إيجابية فمثل هذه من الضروري أن تسعد بها الآخرين لأنها قطعا ستعود عليك مزيدا من الحب والإحترام والأرتياح لحضورك مع اولئك الذين لا يسمعون منك إلا كل خير .

أحبتي كل ماتقولون لنفسكم هو قناعه وسوف يصيح جزاء من حياتكم ..

تعال يا من تسمع لكلامي نطبق هذا التمرين ونتعلم منه : )
تمرين : قناعاتي تؤثر على حياتي

مهمــا كنت تقول لتفسك، اذا صدقت ما تقول .. سيصبح جزء من حياتك .. لذلك اختار كلماتك وقناعاتك بعناية.

أنا أقول واصدق فقط ما اريــد تحقيقه في حياتي.

التمرين:

- آخذ نفس عميــق وببطئ
- أنني أعلم أن افكاري وكلماتي لا تأتي الا من شيء انا اصدقه، وهذا ما يصنع واقعي.
- من داخلي أرى كل الافكار والقناعات القديمة وابدلها بقناعات وافكار جديدة.
- أنني اعلم عندما اختار القناعات الايجابية ستتغير كلماتي وتصرفاتي اتوماتيكيا بناء على هذه القناعات.
- تخيل : انا اشاهد واقعي جميـــل جدا وممتع جدا.
- انا استخدم قوة التفكيــر الايجابي والحديث الايجابي لصنع الحياة التي استحقها.
- انا ادمج هذه الصورة الجميلة للواقع الذي اريدة مع شعور المتعه واطلقه كفكرة رائعة للكون، وأنا اعلم بأن هذه الفكرة ستصنع كثير من الاشياء الجميلة في حياتي.






بقلم/  أ. حصة الزعبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق